في الأيام الأولى من
انتشار الحواسيب الالكترونية (بين 1945 و 1975) كان مطورو البرمجيات يتبادلون
البرامج بينهم بحرية، حرصا على تبادل الخبرات والأفكار. وحتى نظام التشغيل المشهور
Unix الذي طوره الباحثون في شركة AT&T
كان يوزع على المستثمرين كترميز برمجي (مع حق التعديل فيه) مقابل مبلغ رمزي.
غير أن الأمور تغيرت
تدريجيا وأصبح تطوير البرامج منذ السبعينات والثمانينات من القرن الماضي مصدر ثراء
كبير للمطورين مما جعل الكثيرين منهم يبيعون برامجهم معلبة في صناديق محكمة
الاغلاق لايعرف محتواها ولا يقدر على تعديلها إلا هم أنفسهم. وانطبق ذلك على نظام Unix أيضا.
البرمجيات الحرة/مفتوحة
المصدر (FS/OSS)
ظهرت في بداية
الثمانينات من القرن الماضي فكرة البرمجيات الحرة/مفتوحة المصدر للتخلص من احتكار
البرمجيات المملوكة (التجارية/المغلقة) المعروفة باسم Proprietary Software، التي هي علب سوداء مغلقة لايعرف مستخدمها مخططات ودهاليز بنيتها
ولا يستطيع تكييفها أو تعديلها دون الرجوع إلى الشركة المالكة التي تعطي المستثمر
حق الاستعمال فقط بموجب إجازة (باهظة الثمن غالبا) تحفظ للشركة دوليا
حقوقها وسيطرتها على من وكيف تستعمل البرمجيات المعنية.
بدأ المبرمج اللامع Richard
Stallman ، عام 1983 ، في جامعة MIT الشهيرة تمردا للتحرر من قيود البرمجيات المملوكة. ونجح في تجميع
عدد من العلميين المبدعين حول فكرة البرمجيات الحرة وأنشأوا سنة 1984 مؤسسة غير
حكومية وغير ربحية سميت :
مؤسسة البرمجيات
الحرة (FSF) Free Software Foundation، وراحو يعملون في بناء نظام تشغيل حر (مشابه لنظام UNIX) أطلقوا عليه اسم Gnu. وكانوا ينشرون بحرية كل خطوات أعمالهم ليستفيد منها مبرمجو
العالم الذين يمكن بدورهم أن يساعدوا في تطوير هذا النظام والاستفادة منه.
في بداية التسعينات
من القرن الماضي، تمكن المبرمج الفنلندي اللامع Linus Torvalds الذي كان يتابع تطوير نظام Gnu، من أنجاز مركبة مركزية Kernel (تربط المركبات المختلفة لنظام التشغيل وتنظم العلاقة بينها)،
سماها Linux وطورها بقوة مستفيدا من عاملين أساسيين؛ سرعة التواصل عبر
الانترنيت، ومشاركة آلاف المبرمجين المنتشرين حول العالم في نقد وتحسين وتطوير
عمله. وبذلك تم بناء نظام تشغيل حر (مفتوح المصدر) متكامل يعرف باسم Gnu/Linux (أو خطأ باسم Linux فقط)؛ فكان ذلك انطلاقة هامة لفكرة البرمجيات الحرة وانتشارها
عالميا.
بنيت
البرمجيات الحرة على فلسفة المستويات الأربعة التالية لمفهوم الحرية:
الحرية0
: هي حرية المستثمر في تشغيل واستعمال البرمجية ودراستها ومعرفة أسرارها وكيفية
عملها.
الحرية1:
هي حرية المستثمر في تعديل البرمجية وتكييفها مع حاجته ورغباته.
الحرية2:
حرية المستثمر في نسخ البرمجية لمساعدة ومساندة جار أو صديق أو زميل أو مستخدم
آخر.
الحرية3:
حرية المستثمر في نشر البرمجية المطوَّرة بشكل واسع.
تتطلب الحرية0
والحرية1 والحرية3 توفير الترميز البرمجي Source
Code للمستثمر كي يتفهم ويتمكن (إن أراد) من تعديل وتكييف البرمجية بما
يتناسب مع متطلباته. وهذه الحريات الأربعة مجتمعة هي التي تميز البرمجيات
الحرة عن البرمجيات المملوكة.
كان من أهم المفاهيم القانونية الحديثة التي ابتكرها Stallman هو مايسمى "الترخيص الشعبي العام" General Public Licence (GPL) الذي يضمن استمرار الحريات المذكورة أعلاه عند تداول البرمجيات الحرة/مفتوحة المصدر، مقابل مبلغ رمزي.
كذلك ساهمت جامعة
كاليفورنيا – فرع بيركلي أيضا في إضافة مركبات وتحسينات كثيرة إلى نظام Unix. وفي نهاية الأمر ، جُمِّعت جهود بيركلي في نظام تشغيل قوي مفتوح
المصدر صدرت منه عدة اصدارات:
NetBSD ، OpenBSD
، FreeBSD.
يجدر الاشارة هنا أن
نظام التشغيل Mac
OS X لشركة Apple بني على هذه الاصدارات.
آخر تحديث ( 15 / 08 / 2006
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق