الخميس، 20 يونيو 2019


جـامعــة ...........................

مـعهـد عـلـم المكـتـبـات والـتـوثـيـق 
قـسـم ..................(18)

مذكرة مكملة لنيل شهادة ماستر في علم المكتبات والتوثيق
تـخـصـص: ............................ (16)

بعنوان(16)
Rectangle à coins arrondis: العنوان الرئيسي للمذكرة (36)
العنوان الثانوي (24)
 






إعداد الطالب:
الإســـــم واللــقــب

لجنة المناقشة:
أ/.............................
الدرجة العلمية، ..................
رئيسا(16)
أ/.............................
الدرجة العلمية، ..................
مشرفا ومقررا
أ/.............................
الدرجة العلمية، ..................
عضوا


السنة الجامعية 20../2019
ملاحظة: 1- نوع الخط Simplified Arabic  في كل صفحة العنوان أما الحجم فهو مبين برقم أمام كل عبارة أعلاه
          2- يفتح الملف ببرنامج MS WORD لتظهر التنسيقات والأحجام بالشكل الصحيح. (يفضل إستخدام هذا الملف للتحرير)



يكفي الطالب أن ينجز مذكرته بالصرامة العلمية (التقيد بالجوانب المنهجية). إذ لا يطلب منه في هذه المرحلة الحداثة والأصالة والتميز، على عكس أطروحة الدكتوراه. ولهذا الغرض لابد من قواعد علمية موحدة وصارمة تضبط المذكرات على مستوى المعهد.
1. قواعد تحرير المذكرة
تفاديا للإسراف في سمك المذكرة؛ وتجميع النصوص من عدة مراجع، دون الإسهام النقدي للطالب؛ ودون تحليل حقيقي للظاهرة المدروسة. إذ لا يمكن اعتبار تلك الإعمال مذكرة مقبولة. بل يجب أن تكون مساهمة الطالب هي الأساس بما يعادل 70% من العمل التطبيقي و30% مخصص للدراسات الببليوغرافية النظرية.
وعليه يتراوح عدد صفحات المذكرة بين 70 و100 صفحة لا تزيد صفحة واحدة وإلا فإن العمل غير قابل للمناقشة. (تحسب كل الصفحات من المقدمة إلى آخر صفحة). تفاديا للحشو ننصح الطالب ألا يستخدم في الجانب النظري سوى المعلومات التي تتعلق فعلا بالدراسة الميدانية. تفاديا لاستنساخ كل ما كتبه الآخرون. إذ لا تقاس أهمية البحث على أساس حجمه (عدد صفحاته) بل بمدى مساهمة الطالب في التحليل والنقد.
·         الخط المستخدم ضمن كل المذكرة للغة العربية Arabic transparent أو Simplified Arabic
o     العنوان: حجم الخط 18 سميك Bold.
o      الفقرة حجم الخط 16  عادي.
o       التهميش حجم الخط 12  عادي
·       الخط المستخدم ضمن كل المذكرة للغة الأجنبية Times New Roman
o     العنوان حجم الخط 14 سميك Bold
o      الفقرة حجم الخط 12  عادي
o       التهميش حجم الخط 10  عادي
·       هوامش الصفحات: 2.5 سم أعلى وأسفل، 3 سم يمين، 2 سم يسار.
1.1 الغلاف الخارجي
·       يجب ان يتضمن كل المعلومات المتعلقة بالمؤسسة والطالب والمذكرة وفق نفس التنسيق المبين في النموذج أدناه، الذي يمكن تحميله من موقع المعهد.
2.1 المقدمة
آخر ما يكتب في المذكرة، فهي البوابة الرئيسية له التي تبين طبيعة البحث وتوجهاته. يجب أن لا تتجاوز 10 صفحات تضم: تمهيد، طرح الإشكالية الفرضيات، أسباب اختيار الموضوع، أهداف وأهمية الدراسة، مصطلحات الدراسة، حدود الدراسة، منهج البحث والأدوات المستخدمة، الدراسات السابقة...
3.1 الفصل النظري
يكتفي الطالب بذكر وتحليل ما له علاقة مباشرة بالقسم الميداني بصورة مختصرة ومركزة تقسم هذه الأدبيات إلى مباحث ضمن فصل وحيد. مع مراعاة عدم تجاوز 30% من باقي متن المذكرة.
5.1 الفصل الميداني
يجب الحرص على أن يمثل 70% من باقي متن المذكرة. وفيه كل ما يتعلق بالطريقة والأدوات المستخدمة في الدراسة وبالنتائج والمناقشة. وهنا يمكن القول بأن:
·       نتائج التحليل الإحصائي ليست هي الاستنتاجات، وإنما تساعد في الوصول للاستنتاجات بعد التفسير والتعليل، ولذلك إعادة ذكر النتائج الإحصائية لوحدها لا يعد مساهمة علمية للطالب؛
·       وعلى الطالب عدم تكرار تمثيل المعلومة نفسها مرة في شكل جدول ومرة أخرى في شكل بياني، وإنما يختار النمط الأكثر ملاءمة للتحليل.
6.1 الملخص
يقدم فيه الطالب بشكل مختصر إشكالية البحث وأهدافه ومنهجية العمل المتبعة والأدوات المستخدمة فيه، والنتائج المتوصل إليها ولا يمكن أن يتجاوز طوله 250 كلمة على الأكثر. يجب تحريره بلغتين على الأقل: لغة التحرير (يكون على غلاف المذكرة الخارجي) ولغة ثانية يختارها الطالب. ويتبع بكلمات مفتاحية تتراوح بين 4 إلى 7 كلمات.

الأربعاء، 21 يناير 2015

أنواع المكتبات


تعد المكتبات على أنواعها ثمرة من ثمرات النضج الثقافي، ذلك لأنها أظهرت أهمية التسجيلات المكتوبة في تنظيم العلاقات الإنسانية، وجاءت نتيجة الرغبة في تنظيم الأعداد الهائلة من المؤلفات التي تنتجها المطابع في مختلف مجالات المعرفة وحفظها، ورافق هذا التطور سعي إلى جعل المكتبة ملكاً للجميع، بعدما كانت حتى القرن الثامن عشر وقفاً على فئة قليلة من الناس، وتختلف أنواعها اليوم باختلاف أعمالها وأغراضها.وهي من حيث مهماتها ووظائفها: مكتبات وطنية ومكتبات عامة أوأكاديمية أو متخصصة أو مدرسية، وفيما يلي إيجاز لكلّ من هذه الأنواع:
- المكتبة الوطنية: عرَّفت منظمة اليونسكو المكتبات الوطنية بقولها: «هي المكتبات التي تكون مسؤولة عن اقتناء وحفظ نسخ من كافة المطبوعات التي نشرت في ذلك البلد، وتقوم بوظيفة الإيداع القانوني»، وبذلك تكون المكتبة الوطنية مكتبة الدولة المركزية التي تعكس تراث تطوره الأدبي والعلمي والثقافي، وتحتل مركز الصدارة بين المكتبات، الأمر الذي يعطيها دوراً قيادياً،
- المكتبة العامة: تنهض هذه المكتبة لخدمة جميع الأفراد من مختلف الأعمار والفئات والمستويات الثقافية في مجالات توسيع الثقافة ونشر المعرفة بأنواعها، وتوصف بأنها مدرسة الشعب، من أمثلتها المكتبات الموجودة في المراكز الثقافية.
- المكتبات الأكاديمية: وهي مكتبات أكاديمية بحثية توجد في الجامعات تقدم خدماتها لطلبة الجامعات وأعضاء الهيئة التعليمية، وتدعم عملية البحث العلمي.
- المكتبات المتخصصة: هي المكتبات التي تهتم بمجال فكري معين، أو اختصاص محدد، وتقوم بخدمة جماعة محددة من القراء العاملين في هذا المجال الفكري المعين أو الاختصاص المحدد، وتلحق بالمؤسسات والوزارات ومن أمثلتها: مكتبات المشافي، مكتبات الوزارات ومكتبات المنظمات المهنية وغيرها.
- المكتبات المدرسية: هي المكتبات التي تلحق بالمدارس على اختلاف مستوياتها في جميع مراحل التعليم ما قبل الجامعي، تقدم خدماتها للتلاميذ وأعضاء الهيئة التدريسية. وتعد هذه المكتبات إحدى أهم المرافق التربوية في المدرسة لما تقدمه من مناشط ثقافية واجتماعية.
المكتبات و تكنولوجيا المعلومات
أصبح الإنسان أمام الانفجار المعرفي والثورة المعلوماتية، والتزايد الهائل في حجم المعلومات عاجزاً عن الإلمام بما يستجد من معلومات، وكاد الباحث يفقد السيطرة على الانتاج الفكري حتى في مجال تخصصه، فأضحت هذه المعطيات تحدياً كبيراً للمكتبات، حيث أصبحت التقنيات التقليدية هي الأخرى عاجزة عن التحكم في تدفق المعلومات، وأمام هذا العجز وجه المختصون جهودهم لإيجاد وسائل حديثة تمكنهم من السيطرة على ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستفادة منها، ولاشك أن تكنولوجيا المعلومات صارت الركن الأساسي لخدمات المعلومات، ونجاحها أصبح متوقفاً على نوعية التكنولوجيا المستخدمة في تخزين المعلومات ومعالجتها واسترجاعها بغية توصيلها للمستفيدين بدقة وسرعة. كما أنها أصبحت ضرورة معاصرة لمواجهة تدفق المعلومات بمختلف أنواعها وأشكالها. ويقصد بتكنولوجيا المعلومات التكنولوجيا الإلكترونية المستخدمة في المكتبات لجمع المعلومات واختزانها ومعالجتها وتوصيلها. ويمثل استخدام تكنولوجيا المعلومات في المكتبات أملاً مضيئاً للمشتغلين بالمكتبات، فلا جدال أن مثل هذا الاستخدام يتيح انتفاعاً أفضل للموارد واقتصاداً في التكاليف، فضلاً عن سرعة هائلة ودقة كبيرة في إنجاز العمل.
تعرف تقنيات المعلومات بأنها: «كل ما استخدمه الإنسان في معالجة المعلومات من أدوات و أجهزة ومعدات»، ويضيف قائلاً: «أن تقنيات المعلومات قديمة قدم اهتمام الإنسان بتسجيل أفكاره وخبراته، وهذه التقنية تتكون من ثلاثة عناصر أساسية، وهي: الحاسبات الإلكترونية بقدرتها الهائلة على الاختزان وسرعتها الفائقة في التجهيز والاسترجاع، وتقنيات الاتصالات بعيدة المدى بقدرتها الهائلة على تخطي الحواجز الجغرافية والبرمجيات بكل أنواعها وبقدرتها الهائلة على توفير الحيز اللازم لاختزان الوثائق، فضلاً عن سهولة التداول والاستنساخ والاسترجاع».
ومن أهم التقنيات المستخدمة في المكتبات اليوم هي:
- الحاسوب الإلكتروني (الكمبيوتر): يعدّ الحاسوب الركيزة الأساسية في تكنولوجيا المعلومات، ومن أهم المستجدات التكنولوجية التي انتشرت بعد النصف الثاني من القرن العشرين ودخلت المكتبات ومراكز المعلومات، فقد فتحت تطبيقات الحاسب الآلي آفاقاً جديدة أمام المكتبات، وطورت مستوى نوعية الخدمات المقدمة للمستفيدين وكميتها، مما وفر إمكانات تقديم خدمات أفضل وتمكين الموظفين من تقليص العمل الروتيني والتخطيط لخدمات أفضل.
- «بنوك» المعلومات Databases: وهي قواعد بيانات تستخدم من قبل مختصّ المعلومات والباحثين لاستخراج كشافات مطبوعة للإنتاج الفكري في مختلف العلوم.
- الفيديو تكس Videotex : وهي تكنولوجيا جديدة دخلت المكتبات، وهو عبارة عن نظام متفاعل يربط «بنوك» معلومات كبيرة نسبياً تعمل بالحاسوب مع أجهزة التلفزيون البيتية من خلال شبكة اتصال هاتفية.
- التلكس Telex : وهو نظام اتصال معلومات يعمل بوساطة الاتصالات السلكية واللاسلكية، باستخدام خطوط الهاتف العادية أو الكبلات المحورية.
- الفاكس Faxes: وهو إعادة تكوين صورة أصلية من مكان ما إلى مسافة بعيدة، أي نظام «الفاكس» يقوم بنقل صورة ورقية للوثائق أياً كانت لغتها أو شكلها وبجميع تفاصيلها من مصدرها الأصلي إلى جهة أخرى ترغب بالحصول عليها.
- البريد الإلكتروني e-mail: والذي انتشر بسرعة في أرجاء المعمورة كافة.

الخميس، 15 يناير 2015

دراسات المستفيدين في المكتبات من مؤسسات المعلومات في السودان ل د. عبدالباقي يونس إسماعيل



This study aims at identifying the elements of user’s studies. And its categories, and the reasons behind their absence from the Sudanese university libraries, and also the difficulties challenging the
librarians who conduct the study.
The Researcher used the historical method and the methodology of the case study.
The important result of the study is that the elements of the user studies is users , their categories , needs for information, their motives for, seeking information behaviour , and the factors influencing their use of information sources as well as that the planning of users services without their involvement, in addition to the lack of evaluation studies in the libraries , and the dependency of some users on other sources to obtain information, were the main reasons behind the lack and the difficulties of conducting users studies .
Finally, the study Recommended the involvement and participation of users during planning of users services.  Moreover the university libraries should focus on the evaluation and training of users.


المستخلص:
هدفـت الدراسة إلى التعــرف على عناصر دراسات المستفــيدين وفئاتها وأسباب غيابها في المكتبات الجامعية السـودانية، والصعوبات التي تعـترض أمناء المكــتبات في عدم إجرائها واستخدمت الدراســة المنهج التاريخي ومنــهج دراسة الحـالة.
تمثلت أبرز نتائج الدراسة في أن عناصر دراسات المستفيد هي المستفيدين وفئاتهم واحتياجاتهم للمعلومات ودوافعهم للحصول عليها والعوامل المؤثرة في استخدامهم لأوعية المعلومات، فضلاً عن أن تخطيط خدمات المستفيدين دون إشراكهم وغياب دراسات التقييم في المكتبات واعتماد بعض المستفيدين على قنوات أخرى للحصول على المعلومات كانت أبرز أسباب غياب وصعوبات إجراء دراسات المستفيدين.
وقد أوصت الدراسة بإشراك المستفيدين عند القيام بتخطيط خدمات المستفيدين، واهتمام المكتبات الجامعية بدراسات التقييم وتدريب المستفيدين.
مقدمة:
تلبية احتياجات المستفيدين تعد المعيار الأساس لقياس نجاح مؤسسات المعلومات، المتمثل في قدرتها على تحقيق الاستجابة الكاملة لاحتياجاتهم، مما يتطلب تحسين وتطوير خدماتها. فالتخطيط والتقييم والتطوير لخدمات المستفيدين يعتمد على التعرف على احتياجات المستفيدين الفعليين (الحاليين) والمحتملين. ومن هنا تتضح أهمية دراسات المستفيدين التي تساعد مؤسسات المعلومات في أن تلبي احتياجاتهم في الوقت المناسب وبالشكل المناسب.
وقد عرفت دراسات المستفيدين في الإنتاج الفكري في مجال المكتبات والمعلومات بعدة تسميات منها «دراسات الإفادة من المعلومات» و«دراسات الإفادة من المكتبات» و«دراسات الإفادة من الإنتاج الفكري» و«دراسات الحاجة إلى المعلومات» و«دراسات تدفق المعلومات» و«دراسات المستفيدين».(1)
ورغم التسميات المختلفة إلا أن معظم الدراسات قد اتفقت في عناصرها المتمثلة في المستفيدين واحتياجاتهم ودوافعهم وسلوكهم في البحث عن المعلومات واستخدام مصادر المعلومات والإفادة منها.
وتأتي هذه الدراسة للتعرف على عناصر دراسات المستفيدين والمناهج المستخدمة وفئاتها فضلاً عن أسباب غياب دراسات المستفيدين في المكتبات الجامعية السودانية والصعوبات التي تعوق إجرائها.
مشكلة الدراسة:
تمثل مؤسسات المعلومات «المكتبات – مراكز المعلومات – شبكات المعلومات ...» وسيط بين أجهزة إنتاج المعلومات والمستفيدين من المعلومات. ويعتمد نجاح هذه المؤسسات على قيامها بهذا الدور فضلاً عن أن كفاءتها وفعاليتها تتحقق من خلال تلبيتها لاحتياجات مستفيديها، الأمر الذي يتطلب منها القيام بدراسة لاحتياجاتهم.
إلا أن الباحث من خلال عمله وعلاقته بكثير من المكتبات الجامعية السودانية لاحظ أنها لا تقوم بعمل دراسات لاحتياجات مستفيديها، مما يؤثر على خدماتها، وبالتالي تلبية احتياجات مستفيديها منها، وذلك لاهتمام أمناء المكتبات بالعمليات الفنية، وعدم تقويم الخدمات من خلال مقارنتها باحتياجات المستفيدين.
وتتمثل مشكلة الدراسة في غياب دراسات المستفيدين في المكتبات الجامعية السودانية.


أسئلة الدراسة:
تتمثل أسئلة الدراسة في الآتي:
(1)       ما هي فئات دراسات المستفيدين؟
(2)       ما هي عناصر دراسات المستفيدين؟
(3)       ما هي أسباب غياب دراسات المستفيدين في المكتبات الجامعية السودانية؟
(4)       ما هي الصعوبات التي تعوق إجراء دراسات المستفيدين في المكتبات الجامعية السودانية؟
أهداف الدراسة:
(1)      بيان أهمية دراسات المستفيدين في المكتبات الجامعية السودانية.
(2)      تقديم مقترحات بإجراء دراسات المستفيدين في المكتبات الجامعية السودانية.
(3)      إبراز الصعوبات التي تعوق إجراء دراسات المستفيدين في المكتبات الجامعية.
المنهج:
تم استخدام المناهج الآتية:
-   المنهج التاريخي: تم استخدامه في تجميع المادة العلمية عن دراسات المستفيدين من كثير من المصادر التي توفرت للباحث.
-   منهج دراسة الحالة: تم استخدامه للتعرف على صعوبات إجراء دراسة المستفيدين في بعض المكتبات الجامعية السودانية.
أدوات جمع المعلومات:
-       المصادر المكتوبة وذلك للحصول على المعلومات عن دراسات المستفيدين.
-   المعاينة والحكم الشخصي: وذلك من خلال عمل الباحث وزيارته المتكررة لبعض المكتبات الجامعية السودانية وقيامه بتسجيل المعلومات.


الدراسات السابقة:
(1) حافظي زهير - تكوين المستفيدين في مجال المعلومات
تناولت الدراسة تعريف تكوين المستفيدين كما ناقشت البرامج التدريبية التي تعطي للمستفيدين وأنواعها. كما تعرضت لتجربة كل من جامعة قطر ووزارة التربية والتعليم بالمغرب، وتجربة المكتبات الجامعية تبوك، والمكتبات الجامعية الجزائر.
(2) حنان الصادق بيزان. دراسات الإفادة والمستفيدين من المعلومات .. في عصر المعلومات 2009م
تناولت الدراسة حتمية دراسة الإفادة والمستفيدين من خدمات المعلومات حيث إنها تساهم في تحسين خدمات المعلومات، وكذلك أيضاً تناولت مبررات الاهتمام بالمستفيدين في عصر المعلومات من حيث أنها تسهم في الكشف عن مظاهر القصور الأساسية في خدمات المعلومات وتحديد المستفيدين واحتياجاتهم. وأيضاً تناولت الدراسة طرق دراسة المستفيدين ومنهجيات تحقيق الإفادة مثل التحليل الببليوجرافي والاستبانات والمقابلات.
المكتبات الجامعية:
تعد المكتبة الجامعية نوعاً من المكتبات الأكاديمية – وهي المؤسسة التي تنشئها الجامعة من أجل تقديم خدمات المعلومات لأعضاء المجتمع الجامعي، وفي السودان توجد في أشكال متعددة منها المكتبة المركزية التي تخدم الجامعة بكل كلياتها. والمكتبات الفرعية التي تتبع للكليات مثل جامعة النيلين وأم درمان الإسلامية والخرطوم، أو مكتبة رئيسية كما في جامعة أم درمان الأهلية.
وتستمد المكتبة الجامعية أهدافها ووظائفها من الجامعة نفسها وتتمثل أهداف المكتبة الجامعية في تقديم الخدمات المناسبة لاحتياجات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والباحثين وهي احتياجات غالباً ما ترتبط بالمناهج الدراسية والبحوث العلمية.
وتحقق المكتبات الجامعية أهدافها من خلال قيامها باختيار واقتناء وتنظيم وتيسير استخدام مصادر المعلومات. وتتعدد مقتنيات المكتبات الجامعية موضوعاً وفقاً للبرامج الدراسية التي تدرس في الجامعة وشكلاً مثل (الكتب – الدوريات –المواد السمعية والبصرية – مصادر المعلومات الإلكترونية ...).
مفهوم دراسات المستفيدين:
عرف (أحمد بدر) دراسات المستفيدين «بأنها محاولة التعرف على سلوك المستفيدين الفعليين أو المحتملين واحتياجاتهم من أجل الاستجابة لها، وتخطيط خدمات المكتبات والمعلومات بناء على ذلك».(4)
ومن خلال التعريف أعلاه نخلص إلى أن دراسات المستفيدين تحاول التعرف على فئات المستفيدين الحاليين والمحتملين، أي أصحاب الاحتياجات المعلنة وغير المعلنة، أي التي تتحول إلى طلبات قدمت إلى مؤسسة المعلومات وسلوكهم في البحث عن المعلومات من خلال معرفة أوعية المعلومات المستخدمة والطرق والوسائل المستخدمة في الحصول على المعلومات، والعوامل المؤثرة في الاستخدام إضافة إلى احتياجاتهم ومدى تلبية الخدمات لها، أي درجة رضاء المستفيدين عن الخدمات المقدمة. كل ذلك من أجل تطوير خدمات المعلومات والمكتبات حتى تلبي احتياجات المستفيدين.
أما (الخاروف) فقد أوضح أن دراسات الاستخدام هي التحليل النقدي لأحوال المكتبة، وهي نموذج أو نمط خاص من البحث، يهدف إلى تحسين خدمات المكتبة للمستفيدين.(5)
بمعنى أن دراسة المستفيدين هي دراسة تقييم الأنشطة المكتبية من خلال التعرف على فئات المستفيدين، وسلوكهم في البحث عن المعلومات عن طريق معرفة الدوافع التي تدفعهم لاستخدام أوعية المعلومات. أي: الأسباب التي تساعد في تحويل الاحتياجات إلى طلبات للمعلومات، وسبل حصولهم على المعلومات بالإضافة إلى مصادر المعلومات الأكثر استخداماً، مما يساعد في معرفة احتياجات المستفيدين الفعليين، كل ذلك من أجل تحسين وتطوير خدمات المكتبات.
ومن خلال ما ورد آنفاً نجد أن التعريفات المذكورة أعلاه اتفقت على ثلاث قضايا يجب أن تتناولها دراسة المستفيدين، وهي: فئات المستفيدين، واحتياجاتهم وسلوكهم في البحث عن المعلومات. كما اتفقت أيضاً على أن الهدف من الدراسة هو التطوير لخدمات المعلومات بعد تقييمها، أي قياس مدى فعاليتها.
وفي دراسة (عبدالعزيز عبيد)(6) أوضح أن دراسة المستفيدين عادة ما تتناول أربع قضايا وهي: الحاجة إلى المعلومات، وسلوك المستفيدين عند استقائها، والبحث عنها، ومظاهر استخدامها والفائدة منها.
وقد أضاف إليها عنصر آخر يتمثل في المكسب الذي يحصل عليه المستفيد جراء تلبية طلبه من قبل مؤسسة المعلومات، أي ما يطلق عليه الإفادة من المعلومات. إلا أنه عاد وأكد أنه في كثير من الأحيان يصعب تقييم الفائدة الناجمة عند استعمال معلومات معينة، كما أنها القضية الأصعب دراسة من جملة القضايا التي تتناولها دراسات المستفيدين.
أما (ناهد أحمد)(7) فقد أوضحت أن هنالك ثلاثة محاور تشكل قاعدة أساسية عند القيام بدراسات المستفيدين وهي: التعرف على المستفيدين وفئاتهم، حاجتهم إلى المعلومات. استخدامهم لها، وهي رؤية تتفق مع (أحمد بدر) و(الخاروف) في تحديد عناصر الدراسة.
ومن خلال هذا الاستعراض لعدة مفاهيم لدراسات المستفيدين يلاحظ الباحث أن كل المفاهيم التي وردت قد جعلت المستفيد هو محور الدراسة. حيث جاء التعرف على المستفيدين وفئاتهم في مقدمة العناصر التي تشملها الدراسات فضلاً عن دراسة سلوكهم، وبالتالي يصبح استخدام مصطلح «دراسات المستفيدين» هو الأنسب من بين المصطلحات ليعبر عن مفهوم الدراسة. على اعتبار أن الإفادة تتحقق نتيجة لتلبية الطلبات (الاحتياجات المعلنة).
تاريخ دراسات المستفيدين:
أوضح (عبدالعزيز عبيد)(8) إن دراسة القراءة والقراء تعد أهم مراحل دراسات المستفيدين من خدمات المكتبات والمعلومات، ظهرت أولى المحاولات في روسيا في أواخر القرن التاسع عشر، وفي ألمانيا بتأسيس معهد لدراسة القراء والكتاب 1926م حيث تم اعتماد طريقة «دفاتر المطالعة» وفيها تسجل معلومات عن كل قارئ تتعلق بأوضاعه المهنية والاجتماعية مع قائمة بكل ما استعار. كما يرجع (عبيد) أولى بدايات الدراسة في أمريكا إلى تأسيس مدرسة عليا لتدريس علم المكتبات على مستوى الدكتوراه هي مدرسة شيكاغو 1928 حيث أسهمت في تقدم البحث في سوسيولوجية القراءة والكتاب. أما (قاسم)(9) و(أحمد بدر)(10) فقد أرجعا بداية هذا النوع من الدراسات إلى الثلاثينات من القرن العشرين في الولايات المتحدة. وهي الفترة التي بدأت بدراسات للمجتمعات المستفيدة. تناولت المقتنيات والمباني والعاملين والخدمات بغية التخطيط. أما بعد الحرب العالمية الثانية فقد ظهرت دراسات اهتمت بالعادات القرائية للباحثين، وتحليل خصائص التكشيف والاستخلاص – والتعرف على مصادر المعلومات المتاحة والمستخدمة فعلاً في بعض المجالات الموضوعية، إلا أنها لم توضح مدى الإفادة التي تتم من هذه المصادر والخدمات.
كما انعقدت سلسلة من المؤتمرات منذ نهاية الأربعينات، بدأت بالمؤتمر القاري للجمعية الملكية البريطانية 1948 واختتمت بالمؤتمر الدولي للإعلام العلمي تحت رعاية المؤسسة القومية للعلوم في واشنطن 1958 والتي كان لها تأثيرها الواضح في الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والسلوكية في تنظيم خدمات المعلومات ومن ثم الاهتمام بدراسة الإفادة من المعلومات.(11)
ومنذ السبعينات من القرن العشرين فقد شهد المجال تطوراً كمياً ونوعياً تمثل في.(12)
v   استخدام مناهج بحث مثل منهج «الواقعة الحاسمة»*
v   ازدياد الجهود الرامية إلى دراسة تدفق المعلومات في مجالات معينة.
v   إنشاء مركز بحوث دراسات المستفيدين من المعلومات بجامعة (سيفيلد) بإنجلترا.
v   تطور في تحديد المفاهيم وطرق تجميع البيانات.
v  ظهور بعض المطبوعات التي تستعرض كل عام دراسات المستفيدين مثل الاستعراض السنوي لعلوم وتقنية المعلومات Annual Review & Information Science and Technology.
أما في العالم العربي فقد حظيت دراسات المستفيدين بعدد من الدراسات النظرية والتطبيقية.(13)
ولعل أبرز تطور حصل في دراسات المستفيدين، قد تمثل في استخدام أساليب أكثر دقة في تجميع البيانات للكشف عن احتياجات المستفيدين (الواقعة الحاسمة)، كما اتسعت فئات المستفيدين المدروسة لتشمل المتخصصين في كل قطاعات المعرفة (العلوم والتقنية – العلوم الاجتماعية – الانسانيات). فضلاً عن أن الدراسات شملت كل أوعية المعلومات بمختلف أنواعها وأشكالها وخاصة الأوعية الإلكترونية (قواعد المعلومات الإلكترونية – الإنترنت) ومختلف خدمات المعلومات.


فئات دراسات المستفيدين:
دراسات المستفيدين تستخدم بوصفها مصطلحاً مرادفاً لدراسة الإفادة من المعلومات وقد حددها (قاسم)(14) في الآتي:
v   الدراسات التي تهتم بالإفادة من مكتبات أو مراكز معلومات معينة.
v   الدراسات التي تهتم بوسط معين أو فئة معينة من المستفيدين.
v   الدراسات التي تهتم بأنماط الإفادة من نوعيات معينة من مصادر المعلومات.
أما (لانكستر)(15) فقد بين أن دراسات المستفيدين تتراوح ما بين:
v  الدراسات المسحية الشاملة لسلوك المجتمعات التخصصية الكبرى في البحث عن المعلومات كعلماء الفيزياء – علماء النفس.
v   الدراسات الأكثر تحديداً، والخاصة بالمستفيدين من إحدى مؤسسات المعلومات.
v   الدراسات الخاصة بالمستفيدين في إحدى الخدمات أو الأدوات.
v   وفي تقسيم آخر تتنوع هذه الدراسات لتشمل:
v   دراسات للحاجات المعلوماتية أو لسلوك البحت عن المعلومات لمجتمعات واسعة مثل علماء الفيزياء.
v   دراسات للحاجات المعلوماتية أو لسلوك البحث عن المعلومات عند الأفراد في مؤسسة معينة.
v   دراسات للإفادة التي تحققت من خدمات معلومات معينة أو مراكز معلومات.
v  دراسات للإفادة التي تحققت من خدمة معينة أو من أداة معينة أو من منتج معين (الإفادة من فهرس في مكتبة ما)(16).
أما (Menzel)(17) فقد بين أن دراسات المستفيدين تأخذ عدة تسميات وفقاً لمتطلبات المعالجة أو التناول، فهي من منظور مصدر المعلومات «دراسات استخدام» أما إذا أجريت من زاوية الباحث أو المستفيد تكون «دراسة لسلوك البحث عن المعلومات» وإذا كانت عن نظام الاتصال فهي «دراسة لتدفق المعلومات».
كما أنها قد تكون دراسات الاستخدام والإفادة أو دراسات رضا المستفيد أو دراسات اتجاهات المستفيدين.
من خلال هذا الاستعراض يلاحظ الباحث الآتي:
(1)            معظم الدراسات اتفقت على أن فئات دراسات المستفيدين تتمثل في:
‌أ.        الدراسة التي تهتم بالإفادة من مؤسسة معينة أو مجموعة مؤسسات.
‌ب.  الدراسات الخاصة بالإفادة من نوعية معينة من المصادر أو إحدى الخدمات.
‌ج.    الدراسات التي تدرس سلوك مجموعة معينة من المستفيدين.
(2)     قسمت الفئات أعلاه وفقاً لمجال الاهتمام والمتمثلة في مؤسسات المعلومات أو فئات المستفيدين أو خدمات مصادر المعلومات.
أهداف دراسات المستفيدين:
لعل أفضل معيار يقدر به نجاح أي مؤسسة معلومات، أو فشلها، هو مدى إقبال المستفيدين عليها، أو عزوفهم عنها، وإلى أي مدى تساهم في حل مشاكلهم، وإشباع احتياجاتهم ورغباتهم، وبالتالي نجد أن دراسات المستفيدين تهدف إلى التعرف على فئات المستفيدين وذلك بتحديد سلوكهم في البحث عن المعلومات واحتياجاتهم الحالية، والمتوقعة فضلاً عن التعرف على الحوافز التي تدفعهم إلى البحث عن المعلومات وذلك من أجل:
‌أ.        تقييم خدمات المعلومات والمكتبات والمنتجات التوثيقية والموارد المتاحة لمعرفة مدى ملاءمتها لاحتياجات ورغبات المستفيدين.
‌ب.             العمل على تحسين أداء النظام، ورفع قدراته من خلال التعرف على مواطن الخلل والنقائص في نشاطه.
‌ج.              ابتكار خدمات جديدة ومتطورة تناسب فئات المستفيدين وطلباتهم ورغباتهم(18).
أما (أحمد بدر)(19) فقد أوضح أن دراسات المستفيدين تهدف إلى:
‌أ.                  شرح الظاهرة التي يلاحظها الباحث في استخدام المكتبة أو جهاز المعلومات.
‌ب.             التنبؤ بسلوك المستخدم لمؤسسة المعلومات.
‌ج.              التحكم في سلوك المستفيد عن طريق تطويع الظروف المحيطة.
وقد بين (قاسم)(20) أن دراسات المستفيدين تهدف إلى:
(1)            سد الفجوة الفاصلة بين نوعية خدمات المعلومات القائمة فعلاً ونوعية خدمات المعلومات التي تسعى لتحقيقها.
(2)            سد الفجوة الفاصلة بين كيفية الإفادة من خدمات المعلومات فعلاً والكيفية التي ينبغي بها الإفادة من هذه الخدمات.
أما (بيزان)(21) فقد أوضحت أن دراسات المستفيدين تساهم في الكشف عن مظاهر القصور في خدمات المعلومات، وتحديد المستفيدين واحتياجاتهم وتحديد مواصفات الخدمات وتقيمها.
ويلخص الباحث أهداف دراسات المستفيدين في التعرف على فئات المستفيدين، واحتياجاتهم، ودوافعهم وسلوكهم في البحث عن المعلومات، ودرجة استخدامهم للخدمات المقدمة. وذلك من اجل تقييم الخدمات الحالية ومدى ملاءمتها لاحتياجات المستفيدين وبيان مواطن الخلل بغية التطوير وتقديم خدمات تلبي احتياجات المستفيدين مما يعد تحقيقاً لأهداف مؤسسة المعلومات، فدراسات المستفيدين تسهم في التعرف على الوضع القائم من خلال تحديد مدى الإفادة من مؤسسة المعلومات، ودرجة نجاحها، فضلاً عن تحسينها من خلال الإسهام في وضع سياسة للاقتناء تسهم في بناء مجموعات متوازنة من أوعية المعلومات بالإضافة إلى معرفة احتياجات المؤسسة من الموارد المادية والبشرية، وتوظيف المتوافر منها، وتوجيهها نحو تحقيق أهداف مؤسسة المعلومات وهي تمثل عوامل مكملة للإدارة السليمة.
عناصر دراسات المستفيدين:
تتمثل عناصر دراسة المستفيدين في الآتي:
التعرف على المستفيدين وفئاتهم واحتياجاتهم، ودوافعهم، وسلوكهم للحصول على المعلومات، أي السبل المستخدمة في الحصول على المعلومات، علاوة على مصادر المعلومات المستخدمة.
المستفيدون:
استخدمت عدة مصطلحات لتعبر عن المتعاملين مع المكتبات ومراكز المعلومات مثل (القراء)، وهو مصطلح أصبح لا يعبر تعبيراً دقيقاً عن المتعاملين مع مؤسسات المعلومات خاصة مع ظهور المواد السمعية البصرية وهنالك أيضاً لفظ (المستعمل) أو (المستخدم) وهذا يعني الذي استخدم أوعية المعلومات. وكذلك هنالك لفظ (المستفيد) وهو الذي حقق فائدة أو مكسباً نتيجة استخدامه لإحدى المصادر أو الخدمات. وهو المصطلح الأكثر استخداماً في الكتابات العربية. حيث أن الباحثين يستخدمون مصطلح (الإفادة) كمرادف لمصلح (الاستخدام) على افتراض أن النتيجة النهائية للاستخدام هي حصول الفائدة.
إلا أن (عبدالعزيز عبيد)(22) أشار إلى أن استخدام مصطلح (مستفيد) فيه الكثير من التجاوز للمدلول اللفظي للكلمة، وذلك لأنه من الصعب تقييم الفائدة الناجمة عن استعمال المعلومات فضلاً عن أنه قد يستفيد من خدمات المعلومات من لا يستعملها استعمالاً مباشراً، وذلك باستشارة من احتك بالمعلومات علماً وخبرة.
وسوف تستخدم هذه الدراسة مصطلح (المستفيد) وذلك لأنه الأكثر استخداماً من جانب الباحثين في المجال فضلاً عن أن صعوبة تقييم الفائدة لا يعني عدم حصولها مطلقاً. كما أنه ليس بالضرورة أن تكون الفائدة المكتسبة نتيجة استخدام المعلومات. فقد تكون الفائدة اكتساب خبرة في التعامل مع مؤسسات المعلومات.الأمر الذي يعين الباحث في اكتساب مهارات تساعده في الحصول على المعلومات والمستفيد هو شخص يستخدم أو يستعمل شيئاً ما.أي الشخص الذي يستفيد من مواد المكتبة وخدماتها.(23)
فئات المستفيدين:
الإفادة من خدمات المعلومات والحاجة إليها ليست خاصة بشخص معين. وإنما ترتبط بخصائص المستفيدين الشخصية واهتماماتهم الموضوعية، وطبيعة نشاطهم. لكل ذلك ظهرت عدة تقسيمات لفئات المستفيدين نورد منها:
(أ‌)               التقسيم وفقاً للأنشطة التي يقومون بها وهو تقسيم يضم:
1-      الباحثين في العلوم البحتة والتطبيقية.
2-      الممارسين والفنيين العاملين بمشروعات التطوير أو التشغيل في مختلف مجالات التقنية.
3-      رجال الإدارة والتخطيط وغيرهم من المسئولين عن اتخاذ القرارات.(24)
وهو تقسيم غير جامع. حيث أنه لا يشمل بعض القطاعات العريضة كالطلاب، وأعضاء هيئة التدريس، كما أنه يحصر المهنيين والعاملين في قطاع التكنولوجيا فقط. ويستبعد الأفراد العاديين الذين يحتاجون إلى المعلومات لأغراض الترفيه والثقافة العامة. وأوضح (قاسم)(25) بأنه يمكن تقسيم المستفيدين إلى أربع فئات تتمثل في:
1-       الباحثين العلميين وهم الذين يقومون بإجراء البحوث الأساسية في جميع مجالات المعرفة، ويحتاجون للمعلومات من أجل إنتاج المعرفة.
2-   المهنيين وهم العاملون في جميع المجالات المهنية (الهندسة – الطب – التدريس – المحاماة ... الخ) أي الذين يقدمون خدماتهم لعملائهم في شكل المعلومات (استشارات طبية أو هندسية أو قانونية).
3-       رجال الإدارة على اختلاف مستوياتهم وهؤلاء يحتاجون إلى المعلومات من أجل اتخاذ القرار.
4-   الجمهور العام وهم جميع الأفراد في جميع مناحي الحياة، وقد تشمل الفئات الثلاث السابقة حين يفرغون من التزاماتهم الوظيفية والمهنية ويحتاجون للمعلومات الاجتماعية والترفيهية والتعليمية.
وهو تقسيم أعطى فئة الباحثين تعريفاً أشمل وذلك بضمها الباحثين في كل مجالات المعرفة، أي بمعنى أن الحاجة إلى المعلومات لا ترتبط بتخصص معين فضلاً عن إضافة الجمهور العام. وهم الذين يستخدمون المعلومات لاغراض الترفيه والثقافة , ونخلص من ان تقسيم المستفيدين وفقاً لأنشطتهم يشمل الباحثين والمهنيين والإداريين والذين يستخدمون المعلومات لأغراض الترفيه والثقافة والتعليم.
(ب‌)          التقسيم وفقاً لاستخدام قواعد ومصادر المعلومات الإلكترونية وتضم:
1-       المستفيدين المتمرسين الذين يطلبون مساعدة قليلة من النظام نسبة لخبرتهم فيه.
2-       المستفيدين البسطاء: الذين يطلبون المساعدة ويحتاجون إلى معرفة ومهارة كافية لكي يصبحوا متمرسين.
3-   العرضيين: الذين لا يتوقع أن يستخدموا التسهيلات بكثرة وهم بالتالي يطلبون المساعدة دائماً عند استخدام نظم المعلومات.(26)
ويلاحــظ الباحــث أنه ونســبة لاخــتلاف قواعد المعلومات، وأوامر البحث فيها فإن هذا التقسيم هو تقسيم نسبي، أي قد يكون المستفيد متمرساً في نظام وغير متمرس في نظام آخر. وهو تقسيم اعتمد الخبرة والمهارة في استخدام الأنظـمة.
وأضاف (زين الدين عبدالهادي) و(إجلال بهجت)(27) أن هنالك أكثر من طريقة يمكن أن نقسم المستفيدين وفقاً لها مثل: الوظيفة – معدل الاستخدام لمصادر المعلومات – التفاعل مع المكتبة – السن – الهدف من الخدمة – التخصص الموضوعي.
ومن خلال الاستعراض نجد أنه توجد عدة عوامل يمكن أن تقسم فئات المستفيدين وفقاً لها، أبرزها طبيعة نشاط المستفيد وتخصصه الموضوعي، فنشاطه غالباً ما يحدد الغرض الذي من أجله يحتاج إلى المعلومات، والتخصص الموضوعي قد يتحكم في نوعية وشكل المصدر الذي يحتاج إليه. أما عامل الخبرة فقد يشكل إحدى العوامل في تحديد فئات المستفيدين من النظم الإلكترونية، وذلك لأن استخدامها يحتاج إلى مهارات في التعامل مع الأجهزة.
احتياجات المستفيدين:
تتفاوت احتياجات المستفيدين تبعاً لأنشطتهم، وتخصصاتهم، إضافة إلى أنها تختلف تبعاً لمرحلة البحث، ففي المرحلة الأولى يحتاج الباحث إلى معلومات تتعلق بخلفية المشكلة، ثم إلى معلومات أكثر تخصصاً، وعندما يتقدم البحث يحتاج إلى معلومات تتعلق بالمشكلات الجزئية، أما في المرحلة الأخيرة فقد يحتاج إلى معلومات ببليوجرافية تتعلق بالمصادر.
والحاجة إلى المعلومات هي رغبة المستفيد في الحصول على معلومات تفيد وتفضي له على مشكلة يواجهها.(28)
أما ابتد (Apted)(29) فقد أشارت للاحتياجات المعلوماتية بأنها المعلومات الضرورية لمستفيد ما في وقت محدد من أجل حل مشكلة يواجهها هذا المستفيد في فترة زمنية محددة.
وأضاف كيركلاس (Kirkelas)(30) «بأنها إدراك ان الحاجة المعرفية الحالية للفرد أقل من المعرفة المطلوبة لتناول موقف ما، أو مشكلة ما، فالحاجة إلى المعلومات تؤدي إلى البحث عن المعلومات».
ومما ورد من تعريفات فالحاجة إلى المعلومات تعني المعلومات التي يحتاج إليها الفرد عندما يواجه موقف، أو مشكلة بسبب نقص في حالته المعرفية وعدم تماسكها، أو ظهور معلومات جديدة، أو أن يدرك أن معرفته خاطئة.
ولتحديد احتياجات المستفيدين فقد أشار (Derr)(31) إلى صعوبة تحديد الحاجة إلى المعلومات حيث أوضح بأنه لابد من وجود حالتين لكي ندلل على وجود حاجة إلى المعلومات وهما:
v   هدف معلوماتي.
v   أن تؤدي المعلومات التي يبحث عنها إلى تحقيق الهدف.
وأضاف أن الحالتين لا يمكن معرفتهما من قبل أخصائي المعلومات أو حتى المستفيد نفسه.
أما مورز (Mooress)(32) فقد أوضح أن احتياجات المستفيدين تختلف من شخص إلى آخر، ومن فئة إلى أخرى، وقد تتغير الاحتياجات من وقت لآخر بالنسبة للشخص نفسه، كما تختلف تبعاً للوقت والمستفيد والغرض والمكان، وصعوبة تحديد الحاجة إلى المعلومات يكمن في عدم إدراك المستفيد نفسه أحياناً لاحتياجاته من المعلومات في غياب الدوافع والحوافز التي تدفعه للبحث عن المعلومات. إلا أن كرافورد (Growford)(33) أشار إلى أنه يمكن التوصل إلى معرفة احتياجات المستفيدين من خلال رصد استخدامهم للمعلومات، وكذلك بلكن (Belkun)(34) أوضح أن مشكلة استرجاع المعلومات هي مضاهاة حالة معرفية غير سوية (ما لا يعرفه السائل أو المستفيد) مقابل حالة معرفية مترابطة منطقياً (ما يعرفه المؤلفون كما تتضمنه أعمالهم المنشورة) وبالتالي فالاحتياجات إلى المعلومات غير قابلة للتوصيف الدقيق وإنما يمكن أن نحصل من المستفيدين على بيان بالمشكلة يمكن الخروج منه بتصور للحالة المعرفية غير السوية (الكامنة وراء الحاجة).
ويعتقد الباحث أنه يمكن تحديد طبيعة الحاجة إلى المعلومات، اعتماداً على رصد استخدام المستفيدين لأوعية المعلومات. حيث أن الحاجة إلى المعلومات تدفع للبحث عنها، وبالتالي فاستخدام المصدر يشير إلى الحاجة إليه. فضلاً عن معرفة دوافعهم للبحث عن المعلومات مثل: حل المشكلات، واتخاذ القرارات، والبحث العلمي وملاحقة التطورات الحديثة في المجال، وغيرها. قد تساعد في التعرف على احتياجات المستفيدين من خلال تحديد حاجتهم إلى وثيقة معروفة، أو معلومات حقائقية، أو مجموعة مقالات في موضوع معين أو بحث شامل في الإنتاج الفكري أو إحاطة جارية.
سلوك البحث عن المعلومات:
الأفراد عادة ما يتبعون سبلاً مختلفة للحصول على المعلومات لأن المشكلات تختلف من شخص لآخر، وبالتالي يختلف سلوك الأفراد في البحث عن المعلومات.
وقد أوضح كيركلاس (Kirkelas)(35) أن سلوك البحث عن المعلومات: هو نشاط يقوم به الفرد للوصول إلى مصادر المعلومات التي تقابل احتياجاته. أما هودونس (Hodowance)(36) فقد أشار إلى أن سلوك البحث عن المعلومات: هو عبارة عن الاستجابة إلى باعث، أو نشاط، أو تغير مرتبط بالبيئة. وأن سلوك المستفيد في البحث عن المعلومات في المكتبات يشير ضمناً إلى قياس حاجته إلى المعلومات يتبع ذلك البحث عنها. أو الاستفسار. ومن ثم يتم استرجاع معلومات معينة من أجل الاستخدام.


أما ولسن (wilson)(37) فقد أشار إلى أن مفهوم البحث عن المعلومات يتطلب الإجابة على الأسئلة الآتية:
v   ما الذي يعمله الشخص لتلبية احتياجاته المعلوماتية؟
v   كيف يختار الشخص مصدر المعلومات الذي يلبي احتياجاته؟
v   كيف يبحث الشخص عن المعلومات المناسبة؟
ومن خلال هذا العرض يلاحظ الباحث أن معرفة سلوك البحث عن المعلومات لدى المستفيد تتطلب التعرف على الأدوات والوسائل المستخدمة في الحصول على أوعية المعلومات التي تلبي احتياجاته فضلاً عن العوامل المؤثرة في سلوك المستفيدين ومصادر المعلومات المستخدمة.
العوامل التي تؤثر في استخدام مصادرالمعلومات
عرف لاين (Line) الاستخدام «بأنه ما يستخدمه الفرد فعلياً من المعلومات أي أنه الاستخدام الفعلي للمعلومات، والاستخدام قد يرضي احتياجات المستفيد أو لا يرضيها».(38)
فدراسة الاستخدام تحدد نوع مصادر المعلومات المستخدمة من قبل المستفيدين الأمر الذي يساعد في معرفة الفئات المستفيدة والمصادر المستخدمة ودرجة استخدامها. وهنالك مجموعة من العوامل (شخصية ونفسيه وبيئية) قد تقود إلى استخدام مصدر معين في وقت معين من قبل مستفيد بعينه، ومعرفة تلك العوامل من قبل أخصائي المكتبات والمعلومات تساعد على فهم شخصية المستفيد واحتياجاته الأمر الذي يمكن من التخطيط لمقابلة احتياجاته. وقد حددت (سوسن ضليمي)(39) العوامل التي تؤثر في استخدام المستفيدين للمعلومات «بإتاحة المعلومات، وسهولة الوصول إليها، وسهولة استخدامها، ومدى حداثتها, شكل مصدر المعلومات المستخدم، فضلاً عن العوامل الديموجرافية» التخصص، الدرجة العلمية، جهة الحصول على المؤهل العلمي الاحتياجات والدوافع، صعوبات الاستخدام. أما (فورد)(40) فقد أورد مجموعة من العوامل التي يمكن أن تؤثر في الاستخدام: العمر، مستوى التعليم، الغرض من الاستخدام، التخصص الموضوعي، الجنس، الوقت الذي يقضيه المستفيد في البحث عن المعلومات، سهولة الحصول على المصدر، العوامل البيئية، الإتاحة، اللغة، حداثة المعلومات. وأضاف (عبدالعزيز عبيد)(41) بأنه يجب دراسة علاقة المستفيد بالنظام الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي باعتبارها من المؤثرات في سلوك المستفيد في البحث عن المعلومات واستخدامها فضلاً عن خصائصه المهنية وحوافزه.
من خلال هذا الاستعراض يلاحظ الباحث أن التخصص الموضوعي، والخبرة، والدرجة العلمية، وإتاحة المعلومات، وسهولة الوصول إليها، وحداثتها وشكل مصدر المعلومات، قد تمثل أبرز العوامل المؤثرة في الاستخدام. ويعتقد الباحث أن هذه العوامل قد تختلف من نظام إلى آخر. وكذلك من مستفيد إلى آخر. فالخبرة قد ينعدم تأثيرها في حالة النظم التي تعمل بطريقة البحث المفوض، أي: في حالة قيام أخصائي المعلومات بالبحث نيابة عن المستفيد. وكذلك حداثة المعلومات قد ترتبط بالتخصص الموضوعي، فهناك أصحاب بعض التخصصات (العلوم البحتة والتطبيقية) يهتمون بالتطورات الحديثة في مجالاتهم نسبة لنمو الإنتاج الفكري فيها. وبالتالي يهتمون أيضاً بشكل المصدر. حيث يستخدمون المستخلصات نسبة لحاجتهم لمزيد من الانتقائية، أما السن فيظهر أثرها في الاستخدام عند ربطها بالدرجة العلمية والخبرة.
أساليب تجميع البيانات في دراسات المستفيدين:
توجد عدة طرق استخدمت في تجميع البيانات في دراسات المستفيدين وغير المستفيدين، حيث أشار شودهيري (Ghowdury)(42) إلى أن طرق تجميع البيانات المتبعة في دراسة المستفيدين تتمثل في الاستبانة – المقابلة – دراسة الحالة والملاحظة المباشرة والواقعة الحاسمة.
أما (لانكستر)(43) فقد أوضح أنه يمكن دراسة مرتادي المكتبة باستخدام طرق المسح المباشرة. وهي التي يتم فيها الحصول على المعلومات مباشرة من المستفيد: (الاستبانة – المقابلة الشخصية – المذكرات اليومية – الملاحظة المباشرة). أو استخدام طرق غير مباشرة للمسح وتشمل (سجلات الإعارة الداخلية – طلبات الإعارة بين المكتبات).
وقد اتفق (عبد العزيز عبيد) مع (لانكستر) في التقسيم أعلاه إلا أنه أضاف طرق تطور الحل، والواقعة الحاسمة لطرق المسح المباشرة، وتحليل الاستشهادات المرجعية لطرق المسح غير المباشرة.
أسباب غياب دراسات المستفيدين:
(1)    عدم وضوح أهداف مؤسسات المعلومات لكثير من أمناء المكتبات والتي تتمثل في توظيف موارد المؤسسة في تلبية احتياجات المستفيدين مما يجعلهم يهتمون بالإجراءات الفنية (التزويد – الفهرسة – التصنيف – التكشيف – الاستخلاص) وإهمال خدمات المستفيدين ومدى ملاءمتها لاحتياجاتهم.
(2)          تخطيط خدمات المعلومات دون إشراك المستفيدين وذلك بناءاً على:
أ‌-      اعتقاد أمناء المكتبات أن كثير من المستفيدين ليست لديهم أدنى إلمام بالأنشطة في مؤسسات المعلومات وبالتالي لا يستطيعون المشاركة في عملية التخطيط.
ب‌-    عدم وضوح دور المستفيد لدى أمناء المكتبات في ترقية الخدمات وبالتالي المساهمة في عملية التخطيط مما يقلل فرص اشتراكهم في تطوير المكتبات وبالتالي الاهتمام بمقترحاتهم والتشاور معهم عند تقديم الخدمة ويتضح ذلك من خلال:
·   عدم اشتراك المستفيدين في اختيار أوعية المعلومات داخل المكتبات إلا في الحدود الدنيا، رغم أن المجتمع المستفيد يمثل أحد العوامل المؤثرة في عملية الاختيار.
·   غياب خدمات تدريب المستفيدين الأمر الذي يجعلهم لا يستطيعون القيام بالتغذية المرتدة من خلال تقييم الخدمات المقدمة لهم.
·   إهمال البيانات الخاصة بالمستفيدين وعدم تسجيلها والتي ترد إلى المكتبات من طلبات أو استفسارات للاستفادة منها في استنتاج مؤشرات توضح احتياجات أو دوافع أو سلوك المستفيدين.
(3)    غياب دراسات التقييم والتي تهدف إلى التعرف على الوضع الراهن لخدمات المعلومات من حيث كفاية المقومات الأساسية، ومدى تحقيقها لأهداف المكتبات وهي تلبية احتياجات المستفيدين، الأمر الذي قد يكشف الخلل في تحقيق أهداف هذه المكتبات وبالتالي القيام بدراسات المستفيدين. حيث أن مقومات خدمات المستفيدين في كثير من المكتبات لا تتناسب مع أعداد المستفيدين وتخصصاتهم من حيث عدد أوعية المعلومات وكفايتها وعدد العاملين ومؤهلاتهم وتدريبهم والتجهيزات مثل (المباني – الأثاثات وأجهزة الحواسيب وتقنيات الاتصالات) مع كل ذلك إلا أننا نجد أن تقارير الأداء في المكتبات الجامعية لا تكشف ذلك وهو ما يعني عدم قياس أداء هذه المكتبات وفقا للمعايير العلمية المعتمدة.
(4)    غياب تطبيق نظريات نظم المعلومات في المكتبات الجامعية وهو الأمر الذي قد يساعد في تحليل أنشطتها وبالتالي التعرف على المشكلات وجعل وحدات المكتبة لا تعمل كوحدات منعزلة.
(5)          غياب تدريب القوى العاملة.


صعوبات دراسات المستفيدين:
تتمثل صعوبات دراسات المستفيدين في عدم القدرة على دراسة عناصرها مثل صعوبة التعرف على المستفيدين الفعليين والمحتملين وتحديد الاحتياجات فضلاً عن الدوافع التي تدفعهم لاستخدام مؤسسات المعلومات والعوامل المؤثرة في استخدامها وتحديد الفائدة التي يمكن جنيها من استخدام المعلومات مثل.
(1)  بعض المستفيدين وخاصة أعضاء هيئة التدريس يتعاملون مع عدد من قنوات المعلومات للحصول على احتياجاتهم من المعلومات مثل المشاركات في المؤتمرات والاتصالات الشخصية مع الزملاء والاشتراك في الدوريات المتخصصة مما يصعب على المكتبات الجامعية التعرف عليهم وعلى احتياجاتهم.
(2)  ضعف الوعي بأهمية المعلومات في الأنشطة البشرية، حيث أن كثير من المستفيدين عندما يفشل في إنجاز عمل ما لا يدرس المعلومات كمكون أساسي، فضلاً عن أنه قد يؤدي أنشطته بنفس الطريقة التي اعتاد عليها والتي غالباً ما تعتمد على المهارات الشخصية والحدس والتخمين، إضافة إلى ضعف استخدام تقنية المعلومات من جانب المستفيدين مما يجعلهم لا يحسون بأهمية المعلومات وقيمة الوقت والجهد اللذان يوفرهما استخدام المعلومات وهو ما يصعب تحديد الفائدة من المعلومات.
كل هذه العوامل قد تؤدي إلى صعوبة التعرف على المستفيدين وفئاتهم.
اما احتياجات المعلومات فهى تستهدف الارتقاء بنوعية الحياة والتطوير الذاتي مثل الخدمات الترفيهية والبرامج الثقافة وترقية الوعي البشري مثل التعليم باستخدام الحاسوب وتعليم اللغات والبرامج التعليمية. إلا أن هنالك بعض المستفيدين يفشلون في التعرف على احتياجاتهم من المعلومات وهو ما يؤدي إلى فشل المكتبات بدورها في التعرف على احتياجاتهم وبالتالي صعوبة دراسات المستفيدين ويتمثل ذلك في الآتي:
‌أ.      يفشل بعض المستفيدين في تحديد احتياجاتهم من المعلومات عندما يكون الغرض من المعلومات غير واضح أي عدم وضوح الموضوع الذي من أجله يحتاج إلى المعلومات خاصة في مرحلة بداية الشروع في البحث العلمي حيث نجد أن المستفيد غير ملم بجوانب الموضوع وبالتالي يفشل في تحديد احتياجاته من المعلومات.
‌ب.    عدم معرفة المستفيد بطبيعة المعلومات ويرجع ذلك إلى عجز المستفيد عن معرفة أشكال الإنتاج الفكري المتوافر في المكتبات فضلاً عن عدم خبرة المستفيد في التعامل مع أوعية المعلومات وعجز المستفيد عن تقييمها، الأمر الذي يجعله لا يفرق بين أوعية المعلومات الأولية والثانوية وحتى مواقع الشبكة الدولية للمعلومات.
‌ج.     عدم وضوح الفائدة التي يجنيها المستفيد من الحصول على المعلومات، أو عجزه عن تحويل الفائدة إلى قيمة مادية وقد تظهر الفائدة من المعلومات عند إجراء البحوث العلمية مثل نيل درجة علمية أو ترقية أو حافز. أما عند استخدام المعلومات لأغراض الثقافة أو الترفيه فمن الصعب تحديد وبيان الفائدة لذلك يسهل تحديد الفائدة من المعلومات عندما يجني المستفيد منفعة مباشرة من استخدام المعلومات.
‌د.     هنالك بعض المستفيدين يحتاجون إلى معلومات لمعرفة التطورات والأحداث المعاصرة والبرامج الترفيهية وهو ذلك النوع من المعلومات التي يمكن الحصول عليها من وسائل الإعلام (الصحف – الراديو – التلفزيون).
‌ه.     بعض المستفيدين لا يعربون عن احتياجاتهم من المعلومات لمؤسسات المعلومات وذلك لضعف ثقتهم فيها ولاعتقادهم بأن أمناء المكتبات لا يدركون احتياجاتهم. وهو ما يصعب دور المكتبات في التعرف على احتياجات المستفيدين.
‌و.            غياب الدوافع التي تدفع المستفيدين لتوظيف المعلومات مثل:
-     عدم إدراكهم لدور المعلومات في الأنشطة البشرية مما يجعلهم يؤدون أنشطتهم دون التفكير في الحصول على المعلومات أو تجديد معارفهم واستخدام ما يتيسر لهم من معلومات من خلال المصادر غير الرسمية.
-     صعوبة تقييم المعلومات لأن المعلومات تنتج لمنتج جانبي لعمليات إنتاجية أخرى وذلك لأن الاستخدام هو الذي يحدد قيمة المعلومات فضلاً عن أن عائد المعلومات قد يكن على المدى البعيد.
-            من الصعب ربط النتائج الإيجابية بتوفر المعلومات التي يعتمد عليها.
‌ز.     كثير من المستفيدين لا يدركون أنهم استخدموا المعلومات عند القيام بأنشطتهم فالشخص الذي يقتني الصحيفة قد لا يدرك أنه في حاجة إلى معرفة التطورات الحديثة ولكنه قد يفعل ذلك بحكم العادة.
‌ح.     استخدام المعلومات يتم بواسطة عدد قليل من الأشخاص وهم أولئك الذين يعرفون قيمة المعلومات أو كيفية استخدامها، كما أن كثير من المستفيدين يقل استخدامهم لأوعية المعلومات بعد إكمالهم دراساتهم ولا يحرصون على تجديد معارفهم.
كل هذه الأسباب قد تجعل المكتبات الجامعية تحجم عن القيام بدراسة احتياجات المستفيدين رغم أهميتها في المساعدة في تحسين أداء المكتبة من خلال التعرف على مواقع الضعف في الخدمات التي تقدمها مؤسسات المعلومات بغية التطوير وتقديم خدمات تلبي احتياجات المستفيدين.


النتائج
(1)     عناصر دراسات المستفيدين تتمثل في التعرف على المستفيدين وفئاتهم واحتياجاتهم للمعلومات ودوافعهم للحصول عليها، وسلوكهم المتبع في الوصول لها ومصادر المعلومات التي يستخدمونها.
(2)            أسباب غياب دراسات المستفيدين في المكتبات الجامعية السودانية تتمثل في الآتي:
-       تخطيط خدمات المستفيدين دون إشراك المستفيدين.
-   غياب دراسات التقييم التي تهدف للتعرف على الوضع الراهن لخدمات المستفيدين من حيث كفاية المقومات الأساسية.
-       اهتمام العاملين بالإجراءات الفنية مع إهمال خدمات المستفيدين.
-       غياب تدريب القوى العاملة في المكتبات الجامعية السودانية.
(3)     بعض المستفيدين يحصلون على احتياجاتهم من المعلومات من قنوات أخرى مثل المشاركات في المؤتمرات والاتصالات الشخصية مع الزملاء مما يصعب على المكتبات التعرف عليهم وعلى احتياجاتهم.
(4)     بعض المستفيدين لا يعربون عن احتياجاتهم للمكتبات وذلك لضعف ثقتهم فيها ولاعتقادهم بأن أمناء المكتبات لا يدركون احتياجاتهم.
(5)            يفشل بعض المستفيدين في تحديد احتياجاتهم من المعلومات عندما يكون الغرض غير واضح من المعلومات.
(6)            صعوبة تقييم خدمات المعلومات.
(7)     فئات دراسات المستفيدين هي الدراسات التي تهتم بالإفادة من مؤسسة معلومات معينة (دراسة تدفق المعلومات) أو الدراسات التى تهتم بفئة معينة من المستفيدين (سلوك البحث عن المعلومات) أو التي تهتم بأنماط الإفادة من نوعيات معينة من أوعية المعلومات (دراسات الاستخدام).
التوصيات:
(1)            إشراك المستفيدين عند القيام بتخطيط خدمات المستفيدين للتأكد من مدى ملاءمتها لاحتياجاتهم.
(2)            اهتمام المكتبات الجامعية بدراسات التقييم وذلك للتأكد من كفاية المقومات الأساسية للخدمات.
(3)            الاهتمام بخدمات المستفيدين وتدريبهم.
(4)            تعزيز الثقة بين المستفيدين وامناء المكتبات.
(5)     يجب أن يهتم أمناء المكتبات بالتعرف على المستفيدين وفئاتهم واحتياجاتهم مثلما يهتمون باختيار واقتناء المجموعات والإجراءات الفنية.
الهوامش
(1)     حشمت محمد علي قاسم. دراسات الإفادة من المعلومات طبيعتها ومناهجها. مكتبة الإدارة، مج11، ع3، (يونيو 1984، ص 54).
(2)            حافظي زهير. تكوين المستفيدين في مجال المعلومات،
(3)     حنان الصادق بيزان. تصنيفات موضوعية لدراسات المستفيدين من المعلومات،http://knoll.google.com/k/ 7/1/2010م.
(4)     أحمد بدر. دراسات المستفيدين من المكتبات .. مجلة المكتبات والمعلومات العربية، س6، ع1 (يناير، 1986)، ص 5.
(5)     يونس أحمد الخاروف. صعوبات استخدام الطلبة للمكتبات الجامعية العربية: مراجعة وعرض للدراسات المنشورة وغير المنشورة. عالم الكتب؛ مج12، ع4، (أكتوبر، 1991)، ص 54.
(6)     عبدالعزيز عبيد. المستفيدون من خدمات التوثيق والمعلومات ... بحث مقدم لاجتماع خبراء ومسئولي مراكز التوثيق في الوطن العربي. الرياض 5-10/11/1983م، تونس: إدارة التوثيق والمعلومات بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ص 49.
(7)            ناهد حمدي أحمد. إستراتيجية دراسة المستفيد من الأرشيف. الاتجاهات الحديثة .ـ ع16 (2001)، ص 129.
(8)            عبدالعزيز عبيد، مرجع سبق ذكره، ص 49.
(9)            حشمت قاسم. دراسات الإفادة ...، مرجع سبق ذكره ص 56.
(10)       أحمد بدر. دراسات المستفيدين ...، مرجع سبق ذكره ص 8.
(11)       حشمت قاسم. دراسات الإفادة ...، مرجع سبق ذكره ص 57.
(12)       المرجع السابق نفسه، ص 60.
(13)   ديبوتر، انتوني. علم المعلومات والتكامل المعرفي/ انتوني ديبور، استرهورن، سكوت كرونيتنونر؛ تعريب أحمد أنور بدر، محمد فتحي عبدالهادي .ـ القاهرة: دار قباء للطباعة والنشر، 1998 .ـ ص 26.
(14)       حشمت قاسم. دراسات الإفادة ...، مرجع سبق ذكره.
(15)   لانكستر، ف. و. نظم استرجاع المعلومات/ تأليف ف. ولانكستر؛ ترجمة حشمت قاسم .ـ القاهرة: مكتبة غريب، 1979 .ـ ص 427.
(16)       لانكستر، ف. و. خدمات المكتبات والمعلومات، مرجع سبق ذكره ص ص 645-646.
(17)   سوسن طه ضليمي. مراجعة الإنتاج الفكري في مجال دراسات الاستخدام والمستفيدين من مجلة الملك فهد مج4، ع1 (أكتوبر 1998) نقلاً عن
Menzel. Information needs and uses, Annual Review of Information science and technology No. 3 (1966). Pp 52.
(18)   إستراتيجية التوثيق والمعلومات وخطط العمل المستقبلي/ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إدارة التوثيق .ـ تونس: المنظمة ...، 1998 .ـ ص 8.
(19)       أحمد بدر. دراسات المستفيدين بين المكتبات ...، مرجع سبق ذكره، ص7.
(20)       حشمت قاسم. دراسات الإفادة ...، مرجع سبق ذكره، ص 54.
(21)       حنان الصادق بيزان. مرجع سبق ذكره.
(22)       عبد العزيز عبيد. مرجع سبق ذكره، ص 50.
(23)   غادة عبدالمنعم موسى. دراسات في المكتبات ومراكز المعلومات .ـ الإسكندرية: دار الثقافة العامة، 2001 .ـ ص 153.
(24)           Chowdhury G. G. Introduction to Modern ,, op-cit.- p 187
(25)       حشمت قاسم. خدمات المعلومات مقوماتها وأشكالها .ـ القاهرة: مكتب غريب، 1984 .، ص 378-379.
(26)   الوري، راو. التحليل الموضوعي في فهارس البحث المباشر/ تأليف راو الوري، الاسدير/كمب، جون ج. بول؛ ترجمة عبدالوهاب أبو النور .ـ القاهرة: عالم الكتب، 1998 .ـ ص 322.
(27)   زين الدين عبدالهادي. تسويق الخدمات المكتبية وخدمات المعلومات ../زين الدين عبدالهادي، إجلال بهجت، الاتجاهات الحديثة، ع1 (1994)، 102.
(28)       عبد الحافظ محمد سلامة. خدمات المعلومات وتنمية المقتنيات المكتبية .ـ عمان: دار الفكر للطباعة، 1997 .ـ ص 34.
(29)       الاحتياجات والدوافع http://www.maissar4t.com/moz.htm,pt
(30)   سوسن طه ضليمي. مرجع سبق ذكره، ص 141 نقلاً عن James, Kirkelas, Information seeking behavior .. Dexel Library Quarteriy vol. 19 (1983) p.p
(31)           http:// www masissar..op.cit.p1
(32)           Inid. P1
(33)       سوسن طه ضليمي. مرجع سبق ذكره، ص 140.
(34)       لانسكتر. و. ف، أسياسات استرجاع المعلومات، مرجع سبق ذكره، ص110.
(35)       سالم محمد سالم. ظاهرة البحث عن المعلومات .ـ عالم الكتب، مج12، ع4 (ربيع الآخر 1412) ص 520.
(36)       سوسن طه ضليمي، مرجع سبق ذكره، ص 142.
(37)       سالم محمد سالم. ظاهرة البحث عن المعلومات، مرجع سبق ذكره، ص525.
(38)       سوسن طه ضليمي، مرجع سبق ذكره، ص 143.
(39)       المرجع نفسه، ص 146.
(40)   فورد، جيفري. استخدام المكتبات: عرض للأساليب المتبعة .../تأليف جيفري فورد؛ ترجمة محمد خلف الميموني .ـ الرياض: مكتبة الملك فهد، 1992 .ـ ص 53-58.
(41)       عبد العزيز عبيد، مرجع سبق ذكره، ص 54.
(42)       Chowdhury.GG. Introduction to ..op-cit p 193.
(43)       لانكستر، ف، و. خدمات المكتبات والمعلومات، مرجع سبق ذكره،، ص 646-647.
(44)       عبدالعزيز عبيد، مرجع سبق ذكره، ص 53.



(*)  أستاذ مساعد قسم المكتبات بجامعة النيلين
* أداة لجمع البيانات تعتمد على تسجيل أحداث واقعة معينة عند الإفادة من خدمات المعلومات.